تحليل الشخصيات من نظرات العيون

هناك اختلاف في نظرات العيون وتفسيراتها، فمنها العيون الساحرة، والخائنة، والتي تبدو واثقة، والجريئة، ومنها الضعيفة المتخاذلة، والمتكبرة، والوديعة، وهناك بعض العيون التي تنطق بالإيذاء والأخرى التي تدل على الغباء، والهمة الضعيفة، أو الضعف وغيرها، فالعين هي ما تُعبر عن النفس وتعكس داخلها والنفس طاقة مليئة بالأفكار، والعواطف، والأحاسيس، والآراء، والمواقف، وكلها عناصر تتجمع وترسل التيارات المختلفة التي تُعبر عنها العين والتي لها دلالات مختلفة، فملاحظة حركات العين أثناء الحديث ضرورية؛ فهي تُفصِح عما يفكر به المتحدث أكثر مما تعبر عنه ملامح الوجه وإشارات جسده، وفي هذا المقال تحليل للشخصية وللكشف عن الطباع حسب لغة العيون ونظراتها وبشكل مفصل.

لغة العيون وتحليلها

تُعتبر لغة العيون بمثابة مرآة سحريّة تعكس المشاعر الداخليّة الموجودة لدى المرء وتتدفق من أعماقه، فهي تشرح وتُترجم إحساسه في مُختلف المواقف، أو مشاعره الخاصة التي يُكنها لمن حوله، فتُظهر انزعاجه، أو ارتياحه، أو انجذابه، وإعجابه، وحتى اضطرابه وإحباطه أو سعادته وبهجته، بالإضافة لغيرها من الأحاسيس المُعقّدة التي تعبر عنها النظرات العفوية دون وعي من الشخص، فهي تعمل على تسهيل فهمه من قِبل الأشخاص حوله والتنبؤ بمشاعره، بالإضافة لاستخدام الأسلوب الأمثل للتعامل معه، وذلك من خلال دراسة علامات وتعابير لغة الجسد الأخرى وربطها معًا، وتدعيمها من خلال عملية التواصل البصريّ الهادفة، والذي يُزيح الحواجز ويُقرّب المسافات بين البشر، ويُعزز علاقاتهم، ويُساعدهم على الشعور والتكيّف فيما بينهم، وبالتالي فهي بمثابة دعامات للتواصل إذا ما أحسن الشخص فهمها واستخدامها.^[١]

تحليل الشخصية من نظرات العيون

فيما يلي تحليل الشخصية من خلال تفسير نظرات العيون:

التحديق المتواصل

هناك العديد من الثقافات وخاصة الثقافة الغربية التي تعتبر أن الاتصال المستمر بالعين بينك وبين الشخص يجب أن يكون منظمًا وليس بشكل مفرط، إذ إن التحديق المستمر لدى شخص ما يوحي بالتهديد نوعًا ما أو التخويف، وبحسب دراسة في مجلة طبية نيوزلاندية أن ما يجعل الأطفال أكثر عرضة لهجمات الكلاب أو الحيوانات عامة هو التحديق المنتظم في عيونها، إذ يعتبره الحيوان نوعًا من الخطر.^[٢]

النظرة المراوغة

قد يكون تجنب النظر في عيون شخص ما نوعًا من الخجل في بعض الأوقات أو ربما محاولة لخداعهم في أوقات أخرى، وقد ورد عن جامعة ستيرلنج في اسكتلندا بهذا الخصوص في دراستها التي أجرتها بين الأطفال والتي تتضمن على العديد من الأسئلة والأجوبة حول هذه النظرة، فقد وجدت أن الأطفال الذين حرصوا على اتصال العين لم تكن إجاباتهم صحيحة بقدر أولئك الذين كانوا ينظرون بعيدًا عن العين أثناء إجاباتهم، وقد يعني ذلك أن الجهاز البصري الذي يقوم أيضًا بدور جهاز اجتماعي يمكنه بذل جهد كبير في حساب مهامه بدلًا من التركيز في العين، مما يساعد على توفير الطاقة من أجل الدقة في الإجابات.^[٢]

النظر بازدراء

جميعنا يلاحظ هذه النظرة فورًا، فهي مميزة جدًا وغالبًا ما تكون مصاحبة لتحريك الرأس أو تثبيته بشكل جانبي.^[٣]

النظرة القوية الفعَالة

وهي النظرة التي تكاد تخترق رؤوس الآخرين، ويتمتع أصحاب هذه النظرة بالقدرة على تقييم الآخرين وتقدير ظروفهم على نحو أكثر دقة من أولئك الذين يتمتعون بنظرات الخضوع والاستسلام، وتُصبح هذه النظرة القوية مخيفة في حالات الغضب، والثورة، والقسوة، والإثارة.^[٤]

النظرة الجذابة والطيبة

وتُعتبر هذه النظرة من النظرات الأكثر تميزًا، إذ إن أصحاب هذه النظرة يمتلكون عينين تتمتعان بالصفاء، والإشراقة، والتألق، كما قد تتضمن على بعض صفات النظرة القوية.^[٤]

النظرة الناعسة

إذ يتسم أصحاب هذه النظرة غالبًا بالضعف حتى وإن أظهروا غير ذلك، فكثيرًا ما يهربون إلى عالم الأحلام تجنبًا للواقع، ويتفاجؤون عادة في أحلامهم وعالمهم الخيالي؛ لأنه من صنعهم الخاص وهو عالم تكثر فيه التعاسة، ورغم ذلك فهم دائمًا محاطون بالأصدقاء وقادرون على اكتساب أصدقاء جدد.^[٤]

النظرة الغاضبة

يظهر الغضب في العينين وتؤكدها حركة غير شعورية من الفم بإطباق شديد على الفك والشفتين، وهي نظرة تتسم عادة بالوميض القاسي، أو السخط، والكراهية الشديدة، ويتعرض أصحاب هذه النظرة في الغالب لحوادث مفاجئة، ويستطيعون التأثير وتغيير العالم بقوة، كما أن الكثير منهم يتميزون بعيون تعبر عن الازدراء وعدم الاحتمال.^[٤]

العيون الباكية

من المعروف أن البكاء هو في الكثير من الثقافات يحدث نتيجة التعرض لانفعال شديد، فهو يرتبط بالحزن أو ربما يرتبط بالسعادة الشديدة، إلا أن هناك نوع آخر من البكاء وهو البكاء القسري الذي يكون عبارة عن محاولة لخداع الآخرين وهي التي تسمى بـ "دموع التماسيح" في بعض الثقافات، ويرجع هذا التعبير لأساطير التماسيح التي كانت تبكي عند صيد فرائسها.^[٢]