لكلّ شخص طريقته المميزة والمختلفة والتي تميزه عن غيره من البشر في الكلام، والتعبير عن المشاعر، والانفعالات وغيرها من الاختلافات التي تميز كل شخص عن الآخرين، وقد يُطلق عليها بمعنى أوسع مفهوم لغة الجسد، وفي هذا المقال سيتم التطرق لتحليل شخصية الفرد من طريقة كلامه، إذ إن لكل شخص طريقته الخاصة التي تعبر عن شخصيته.
تحليل الشخصية من طريقة الكلام
إذا كانت العين هي نافذة الروح فإن الكلمات هي بوابة العقل، فكثيرًا ما تعبر الكلمات عن الأفكار والشخصية، إذ يُمكن أن يفهم الأشخاص تحليل الشخصية من خلال الاستماع إلى الكلمات التي يتحدث بها الإنسان، فبعض الكلمات تعكس الخصائص السلوكية للشخص الذي يتحدث بها، ويمكن التنبؤ بخصائص الأشخاص وذلك من خلال تحليل الكلمات التي يقومون باختيارها عندما يتحدثون، لذا فإن من الممكن تقديم رؤية حول طريقة التفكير والسمات السلوكية للشخص من كلامه، وفيما يلي تصنيف لأنواع الشخصيات حسب طريقة الكلام:
الشخصية المثالية
إذا كان الإنسان يتحدث بشكل بطيء وكان ذلك يبدو مقصودًا ولم يكن مجرد مصادفة، ويختار الكلمات التي ينطقها، ويحدد ويفكر ماذا يريد أن يقول أولًا قبل أن ينطق بأية كلمة، ويحرص بشدة على أن يبقى وقع كلامه قويًا ولافتًا للانتباه على الآخرين، فقد يدل هذا على أن الشخص الذي يستخدم هذه الطريقة في الحديث على امتلاكه شخصية حالمة بالمثالية في علاقتها بالآخرين، كما أنه يعتز ويتمسك بالعادات والتقاليد القديمة، فهو في الغالب يمتلك شخصية متحفظة ويكره التهور، والاندفاع، والصراحة، ويقدر المجاملات الاجتماعية ولا يعتبرها نفاقًا.[١]
الشخصية القيادية
إذا كان الشخص يتحدث بصوت قوي وبنبرة هادئة في الوقت ذاته فهو في الغالب يمتلك شخصية قيادية من الطراز الأول، كما أنه عادة منضبط ويحب النظام في كل شيء، كما أنه اجتماعي ولا يحب الوحدة والانعزال، ويستطيع قيادة غيره بدون التسلط عليهم.[١]
الشخصية المنفتحة
إذا كان الشخص يتحدث دائمًا بصوت ناعم، ورخيم، وهادئ، فهو يمتلك شخصية تتسم بالانفتاح على الآخرين وعلى ثقافتهم وعاداتهم في الغالب، كما قد يكون متفائلًا ولا يخاف من المستقبل، بالإضافة لكونه مقبلًا على الحياة ولا يبالي بالصعوبات.[١]
الشخصية العملية
إذا كان الشخص يتحدث ويمزج كلماته بضحك عالٍ وقهقهة مرتفعة متقطعة أثناء الحديث فهو في الغالب شخص يخشى من مواجهة الأفراد الغريبين عنه، كما أنه يبتعد عن الآخرين في الغالب، ويتسم صاحب هذه الشخصية بالبعد عن الرومانسية والعاطفة.[١]
الشخصية العصبية
إذا كان الشخص يتحدث بنبرة سريعة وكان في صوته نوع من الحدة والتسرع فقد يكون هذا دليلًا على شخصية عصبية ومتسرعة، فالشخص المندفع لا يفكر كثيرًا في خطواته ولا يحسبها، فهو هوائي في تصرفاته وفي حكمه على الأمور، بالإضافة إلى أن أصحاب هذه الطريقة في الحديث يتميزون أيضًا بأنهم مبدعون لكنهم لا يشعرون بالأمان بسهولة.[١]
الشخصية العاطفية
إذا كان الإنسان يتحدث بنبرة هادئة ومنخفضة، وتجده مسيطرًا تمامًا على كلماته وينتقي ألفاظه بعناية فهو في الغالب شخص يحب الآخرين ويحب صداقتهم، كما يتميز الأشخاص الذين يستخدمون هذه الطريقة في الكلام بامتلاكهم شخصيات قيادية، إلا أنهم يستخدمون هذه الشخصية في البيت مع الأسرة والأطفال وفي محيط العمل على حد سواء، إذ لا يُفرقون بينهما، وقد يراقبون تصرفات الآخرين ويقومون بتقديم النصائح لهم بشكل دائم.[١]
تحليل شخصية الشخص الذي يتكلم كثيرًا
قد يبدو الشخص الذي يتكلم كثيرًا في البداية على أنه من أكثر الشخصيات الودودة بشكل عام، إذ يُعتبر متحدثًا جيدًا، كما أن لديه في الغالب شخصية جذابة، ولكن مع مرور الوقت يصبح عبئًا على من يتعامل معه، فهو شخص يتحدث أكثر من اللازم وبشكل دائم، وفي أغلب الأوقات يتحدث عن نفسه، وكثيرًا ما يشعر الأشخاص الذين يتعاملون مع الشخص الذي يتكلم كثيرًا أنه قد أهدر الكثير من الوقت، ولذلك يحاول الأشخاص تجنب الحديث معه مرة أخرى لأوقات طويلة، ومن السمات التي تشتهر بها شخصية الشخص الذي يتكلم كثيرا:[٢]
- الحاجة إلى الاستماع: ويمكن تحليل شخصية الأشخاص الذين يتحدثون كثيرُا بلا توقف عن حاجتهم الشديدة إلى الاستماع إليهم على الرغم من أنهم قد لا يقولون أي شيء مفيد، إذ إن الحديث مع الأشخاص الآخرين يُبعدهم عن التعرض للحوار الداخلي مع أنفسهم والذي بدوره قد يسبب لهم الكثير من الإزعاج، فهذا الشخص لا يريد أن يستمع إلى نفسه، بل يريد أن يستمع إليه الآخرين فقط حتى يرى نفسه من خلال أشخاص آخرين.[٢]
- فقدان الإحساس بالأمان: وتعتبر الحاجة الملحة التي تجعل بعض الأشخاص يتكلمون كثيرًا هي الحاجة المفرطة للشعور بالاهتمام، والتركيز على ذلك نابع من عدم الشعور بالأمان، فهم في الغالب يشعرون بالرضا إذا تمكنوا من جعل الآخرين يستمعون إليهم لفترة طويلة، وينظرون إلى ذلك على أنه دليل على قيمتهم الخاصة.[٢]
- حب التحدث عن المعاناة: قد يُفضل بعض الأشخاص التحدث عن معاناتهم في الحياة، فهم فقط يحبون التحدث عن آلامهم ومدى تحملهم، ولا يكون ذلك لطلب المساعدة من الآخرين، فهم لا يقبلون النصيحة من الأشخاص الذين يستمعون إليهم، وقد يقومون بسرد العديد من القصص لإثبات مدى عظمتهم، ويتحدثون عن الآلاف من المهام والأعمال اليومية في حياتهم.